الرابطة الأولى

قبل انتصاف `الميركاتو` الشتوي نسق بطيء.. وعقوبات `الفيفا` تكبّل الفرق

تبلغ سوق الانتقالات الشتوية يومها الثالث عشر دون أن تعرف الزخّم المطلوب قياسا بحاجة الى أغلب الفرق الى تدعيمات قبل اقتحام الشطر الثاني من السباق والذي سيكون أصعب من سابقه بكل المقاييس سواء في مجموعة اللقب أو تفادي النزول، وكانت الحركية خلال الثلث الأول من "الميركاتو" بطيئة حيث اقتصرت التعاقدات على مستقبل المرسى الذي ضمّ الى صفوفه الرباعي منذر القاسمي ورفيق الكامرجي وعمر زكري ووسام بوسنينة وبدرجة أقل اتحاد بن قردان بانتداب الكامروني جونيور في حين مازال الغموض يحيط ببقية الفرق التي قد ترفع من النسق في قادم الأيام خاصة وأنها ستكون قادرة على تعزيز رصيدها البشري الى نهاية الشهر الجاري موعد غلق "الميركاتو" الذي لا يبدو مبدئيا كسابقيه.

وتعدّدت الأسباب وراء العزوف عن الدخول الى سوق الانتقالات الشتوية مبكرا رغم انطلاقه منذ يوم 2 جانفي غير أن تدارك الفرق لما فاتها وارد بشدة في الأسبوعين المتبقيين طالما أنها تعاني من نقائص عديدة تفرض عليها الانتدابات التي أصبحت شرّا لابد منه في غياب التكوين القاعدي وعدم منح الفرصة للشبان، وكان الاتحاد الدولي قد نشر قائمة الفرق الممنوعة من الانتداب وضمّت من تونس الترجي الرياضي والنادي الافريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري ومستقبل سليمان من الرابطة الأولى ومستقبل الرجيش من الرابطة الثانية وهو رقم مفزع يكشف بوضوح فشل السياسة المالية والمرتهنة للأشخاص ما جعل الخروج من المأزق صعبا رغم الحاجة الماسة إلى التعاقدات.

بين عقوبة المنع.. والغموض الفني

تعيش الفرق التونسية على وطإة عقوبات المنع من الانتداب التي تجعلها محرومة من تقوية رصيدها البشري مثلما هو الحال لحامل اللقب النجم الساحلي الذي لم يتسن له القيام بالتعاقدات في الصائفة الفارطة جراء الخطايا المتراكمة ولا يبدو الخروج منها سهلا شأنه شأن النادي الافريقي الذي لا ينوي الدخول في الميركاتو الشتوي بعد أن حضّر سيناريو المنع مبكرا بالقيام بانتدابات وازنة قبل انطلاق الموسم تفاديا لعقوبة المنع التي كانت أكيدة.

 وشملت عقوبات الاتحاد الدولي الرباعي الكبير في الكرة التونسية  غير أن تجاوز الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي لهذا العائق يبدو واردا في ظل القدرات المالية لفريق باب سويقة وإمكانية تجميع المبالغ المطلوبة لرفع العقوبة من جانب فريق عاصمة الجنوب غير أن ما عرقل الصفقات المرتقبة الغموض الفني الذي يحيط بهما اذ هيمن التفكير في بديل طارق ثابت على أذهان مسؤولي الترجي في حين قد يرحّل ملف الانتدابات الى حين إرساء هيئة قارة في النادي الصفاقسي يكون بمقدورها توفير الاعتمادات اللازمة لبناء مجموعة قادرة على المراهنة على الألقاب.

مشاكل مادية

تكاد المشاكل المادية أن تعصف بأغلب الفرق التونسية التي تعاني من أزمات خانقة لم تثنها عن القيام بعدد قياسي من التعاقدات في الفترة الصيفية غير أن الواقع يبدو مختلفا في الظرف الراهن مع غياب الموارد اللازمة لتعزيز الرصيد البشري وهو ما ينطبق أساسا على اتحاد تطاوين ونجم المتلوي وقوافل قفصة حيث أصبحت سيرورة هذه الفرق مهددة مع ارتهانها للشركات الراعية والتي لم تف بتعهداتها ما يؤثر على ظروف العمل بشكل مباشر ويجعلها رهينة للإضرابات المتتالية.

ولا يقتصر الاشكال المادي على فرق الصف الثاني بل إنه يشمل المتراهنين على اللقب على غرار النجم الساحلي الذي بات على صفيح ساخن بعد إعلان رئيسه عثمان جنيح الانسحاب من مهامه ليترك باب الفراغ مفتوحا على مصراعيه ويجعل الخروج من عقوبة المنع من الانتداب أشبه بضروب الخيال في غياب الموارد المالية الكفيلة بخلاص الديون المتراكمة والتي كان سببها الرئيسي الانتدابات الفاشلة.

ترقب

تترقب بعض الفرق عملية الغربلة التي سيقوم بها المتراهنون على اللقب للتعاقد مع اللاعبين الخارجين عن النصاب أو الراغبين في كسب وقت لعب أكبر وهو ما تعوّد عليه اتحاد بن قردان ومستقبل سليمان وغيرهما من الأندية التي تقوم سياستها الرياضية بالأساس على الانتدابات من أجل سدّ الفراغات واستغلال العلاقة الجيدة مع بعض الفرق الكبرى لاستعارة بعض الأسماء الساعية بدورها للبروز.

وأعطى هذا الخيار النتائج الملموسة في عديد الفرق التي لا تملك الامكانات لإبرام تعاقدات من الحجم الثقيل غير أنه جعلها مرتهنة لما تجود به قريحة بعض الفرق الكبرى وألقى بظلاله على شبانها الذين يعانون التهميش لتفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل موسم، وزادت الهجرة نحو البطولات العربية والتي شملت بعض الاقسام السفلى في السعودية من تقليص هامش الخيارات أمام الفرق طالما أن القدرات المالية تلعب دورا حاسما في تحديد الوجهة.

تدعيمات قليلة

 

يبدو الرضاء حاصلا لدى عديد الفرق وخاصة المتأهلة الى "البلاي أوف" كالملعب التونسي والاتحاد المنستيري على الرصيد الموجود غير أن قيمة الرهان في المرحلة الثانية وكذلك صعوبة المنافسة قد تقتضيان القيام بتعزيزات محدودة من أجل تلافي حصول اشكالات تعرقل مسيرتهما في المرحلة الحاسمة، ويبقى الاشكال الأبرز الذي يرافق الفريقين فرضية خسارتهما بعض النجوم في ظل العروض المغرية التي وصلتها والتي قد تضطرها الى التفويت فيها بسبب المصاعب المادية وحتمية مجابهة متطلبات المراهنة على اللقب وأهمها تعويض المغادرين بعناصر محلية أو أجنبية لتأكيد النتائج المتميزة في المرحلة الأولى وتفادي لعب دور ثانوي، ونجحت الإستراتيجية التي اعتمدها الاتحاد المنستيري في الانتدابات ما يجعله وجهة محبّذو لعديد اللاعبين الباحثين عن التوهّج وقد يتواصل هذا الخيار في انتظار رفع عقوبة المنع.